في أيام الصيف الحارة، لا شيء يضاهي تناول شريحة باردة من البطيخ. ولكن هل تعلم أن هذه الفاكهة اللذيذة ليست مجرد وسيلة للترطيب؟ البطيخ يحتوي على كنز من الفوائد الصحية التي قد لا تخطر على بالك. سنأخذك في جولة مبسطة لفهم القيمة الغذائية للبطيخ و فوائده لصحة القلب و الجلد و الكلى و حتى قدرته المحتملة على الوقاية من بعض الأمراض.
ما هو البطيخ؟
البطيخ هو فاكهة صيفية تنتمي إلى عائلة القرعيات مثل القرع و الخيار. يتكوّن البطيخ من حوالي 92% ماء مما يجعله من أكثر الفواكه ترطيبًا للجسم.
القيمة الغذائية للبطيخ
البطيخ منخفض في السعرات الحرارية، لكنه غني بالعناصر الغذائية. وفقًا لوزارة الزراعة الأمريكية (USDA)، فإن كل (154 غرامًا) من البطيخ يحتوي على:
- السعرات الحرارية: 46 سعرة
- الماء: حوالي 139 غرام
- فيتامين C: حوالي 21% من الاحتياج اليومي
- فيتامين A (من البيتا كاروتين): حوالي 17% من الاحتياج اليومي
- البوتاسيوم: 4% من الاحتياج اليومي
- الليكوبين: 6,500 ميكروغرام
- فيتامين B6 : حوالي 3% من الأحتياج اليومي
أولًا : ترطيب الجسم
نظرًا لاحتوائه على نسبة عالية جدًا من الماء يُعد البطيخ خيارًا ممتازًا للترطيب خصوصًا في الطقس الحار أو بعد ممارسة التمارين الرياضية. يساعد الماء الموجود في البطيخ في الحفاظ على توازن السوائل داخل الجسم وتنظيم درجة الحرارة.
ثانيًا : دعم صحة القلب
أحد أبرز المركبات في البطيخ هو الليكوبين و هو مضاد أكسدة قوي يعزز صحة القلب ويقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية . أظهرت دراسات عديدة أن تناول كميات جيدة من الليكوبين قد يساعد في خفض الكوليسترول الضار (LDL) وتقليل ضغط الدم.
و يعد من فوائد البطيخ أيضا أنه يحتوي على السيترولين، وهو حمض أميني يمكن أن يساهم في تحسين تدفق الدم وقد يساعد في تقليل ضغط الدم لدى بعض الأشخاص وفقًا لدراسة نُشرت في American Journal of Hypertension.
ثالثًا: مفيد لصحة العين
البطيخ غني بفيتامين A والبيتا كاروتين وهما عنصران مهمان لصحة العين. يساعد فيتامين A على الحفاظ على صحة الشبكية ومنع الإصابة بجفاف العين في حين أن مضادات الأكسدة مثل الليكوبين قد تقلل من خطر الإصابة بالتنكس البقعي المرتبط بالتقدم في العمر.
رابعًا : دعم صحة الجلد والشعر
فيتامين A ضروري لتجديد خلايا الجلد و نقصه قد يؤدي إلى جفاف الجلد. أما فيتامين C فيساعد في تحفيز إنتاج الكولاجين و البروتين المسؤول عن نضارة الجلد و صحة الشعر. ولذلك، فإن تناول البطيخ بانتظام قد يساهم في تحسين مظهر البشرة والشعر.
خامسًا : مفيد للهضم
بفضل احتوائه على كمية جيدة من الماء والألياف يمكن أن يساهم البطيخ في تحسين عملية الهضم والوقاية من الإمساك فالماء يُلين البراز و الألياف تُحفّز حركة الأمعاء.
سادسًا : دعم وظائف الكلى
تعمل الكلى على تنقية الدم من الفضلات و يُعد الترطيب الجيد ضروريًا لهذه العملية. البطيخ بفضل محتواه العالي من الماء والبوتاسيوم قد يساعد في دعم وظيفة الكلى و تحفيز عملية التبول مما يساهم في تنظيف الجسم من السموم.
سابعًا: الوقاية من بعض أنواع السرطان
الليكوبين الموجود في البطيخ هو من مضادات الأكسدة القوية التي أظهرت بعض الدراسات دورها في تقليل خطر الإصابة بسرطان البروستاتا وسرطان الثدي. على الرغم من أن هذه النتائج تحتاج إلى المزيد من البحث فإنها تشير إلى أن للبطيخ دورًا واعدًا في الوقاية.
ثامنًا: تحسين الأداء الرياضي
أشارت دراسات حديثة إلى أن تناول عصير البطيخ قبل التمارين قد يساعد على تقليل آلام العضلات بعد التمارين وتحسين الأداء الرياضي و ذلك بسبب احتوائه على السيترولين الذي يوسع الأوعية الدموية ويزيد من تدفق الأكسجين إلى العضلات.
هل البطيخ مفيد لمرضى السكري؟
رغم أن البطيخ يحتوي على سكر طبيعي، إلا أن من فوائد البطيخ أن مؤشره الجلايسيمي (GI) متوسط و محتوى الكربوهيدرات فيه منخفض نسبيًا عند تناوله بكميات معتدلة. لذلك يمكن لمرضى السكري تناول البطيخ بكميات محسوبة خاصة ضمن نظام غذائي متوازن. ومع ذلك، يُفضل استشارة الطبيب أو أخصائي التغذية.
هل البذور صالحة للأكل؟
نعم! بذور البطيخ خاصة عندما تُحمص تعتبر مصدرًا غنيًا بالبروتين و المغنيسيوم و الزنك و الدهون الصحية و يمكن تناولها كوجبة خفيفة صحية.
محاذير واحتياطات
- الإفراط في تناول البطيخ قد يؤدي إلى اضطرابات في الجهاز الهضمي مثل الانتفاخ أو الإسهال.
- مرضى الكلى الذين يحتاجون إلى الحد من استهلاك البوتاسيوم يجب أن ينتبهوا إلى الكمية المستهلكة.
- كما هو الحال مع أي طعام، التوازن هو المفتاح.
الخلاصة
البطيخ ليس مجرد فاكهة لذيذة ومنعشة، بل هو خيار صحي ممتاز مليء بالعناصر الغذائية المفيدة. من ترطيب الجسم، إلى دعم صحة القلب، وتحسين مظهر البشرة، وحتى دوره المحتمل في الوقاية من الأمراض — البطيخ هو فاكهة تستحق أن تكون جزءًا من نظامك الغذائي.
لكن، وكما هو الحال مع جميع الأطعمة، فإن الاعتدال هو أساس الاستفادة الصحية. إذا كنت مريضًا أو تتبع نظامًا غذائيًا خاصًا، استشر طبيبك قبل إدخال أي طعام جديد بكميات كبيرة.
