عندما نتحدث عن الفيتامينات الضرورية لصحة الإنسان غالبًا ما تتوجه الأنظار إلى الفيتامين C أو D أو حتى B12 لكن القليل منا يتحدث عن فيتامين K ذلك الفيتامين الصامت الذي يلعب دورًا محوريًا في حماية أجسامنا من أمراض عديدة.
في هذا المقال، سنأخذك في جولة مبسطة و مفصلة للتعرف على فيتامين K أنواعه و فوائده المتعددة و دوره في العظام و البشرة و أيضا أهميته في عملية تخثر الدم بالإضافة إلى التداخلات الدوائية معه .
ما هو فيتامين K؟
هو أحد الفيتامينات الذائبة في الدهون و كذلك معروف بدوره الأساسي في المساعدة على تخثر الدم. بدون هذا الفيتامين قد يتعرض الإنسان لنزيف حاد حتى من جرح بسيط. لكن دوره لا يتوقف عند هذا الحد بل يمتد تأثيره ليشمل العظام و القلب و حتى البشرة.
أنواع فيتامين K
هناك نوعان أساسيان:
- فيتامين K1 (فيلوكينون): يوجد بشكل أساسي في النباتات خاصة الخضروات الورقية مثل السبانخ و الكرنب.
- فيتامين K2 (ميناكينون): يتواجد في المنتجات الحيوانية و في بعض الأطعمة المخمرة كما تنتجه بعض البكتيريا في الأمعاء.
كلا النوعين لهما فوائد لكن فيتامين K2 يُعتقد أن له دورًا أوسع خاصة في صحة القلب و العظام.
فوائد فيتامين K العامة
- يساعد على تخثر الدم : هو العامل الأساسي في تنشيط البروتينات التي تمنع النزيف.
- يقي من هشاشة العظام : يُسهم في تنظيم الكالسيوم في العظام.
- يدعم صحة القلب : يقلل من ترسب الكالسيوم في الشرايين مما يقلل خطر الإصابة بتصلب الشرايين.
- مضاد للأكسدة: له خصائص تساعد في تقليل الالتهابات المزمنة.
فيتامين K و صحة العظام
أظهرت دراسات أنه يُفعّل بروتين معروف بإسم “أوستيوكالسين” و هو ضروري لربط الكالسيوم في العظام. وبدون كمية كافية من هذا الفيتامين قد يصبح الكالسيوم غير فعال و يزيد خطر الكسور و هشاشة العظام خاصة لدى النساء بعد سن اليأس.
فيتامين K للبشرة
يتم استخدامه موضعيًا في بعض الكريمات لعلاج:
- الكدمات و الهالات السوداء تحت العينين
- الندوب و البقع الجلدية
- تسريع شفاء الجروح بعد العمليات الجراحية أو التجميلية
كما يساعد على تحسين مرونة الجلد و تقليل الاحمرار الناتج عن الشعيرات الدموية المتوسعة.
دوره في تخثر الدم
يعمل على تنشيط مجموعة من البروتينات تُعرف باسم “عوامل التخثر”. بدون هذه العوامل لا يستطيع الدم التجلط بشكل طبيعي مما يعرض الإنسان لنزيف داخلي أو خارجي.
التفاعل مع أدوية مميعات الدم
من أهم النقاط التي يجب الانتباه لها أن فيتامين K يمكن أن يتفاعل مع الأدوية التي تُستخدم لتقليل تخثر الدم مثل الوارفارين (Warfarin). تناول كميات كبيرة من فيتامين K قد يُقلل من فاعلية هذه الأدوية.
📌 لذلك يجب على المرضى الذين يتناولون هذه الأدوية استشارة الطبيب قبل تغيير نظامهم الغذائي.
أعراض نقص فيتامين K
- نزيف متكرر أو صعوبة توقف الدم بعد الجروح
- كدمات بدون سبب واضح
- ضعف في كثافة العظام
- في الحالات الشديدة نزيف داخلي
الأطفال حديثو الولادة معرضون بشكل خاص لنقص هذا الفيتامين و لهذا يتم اعطاءه لهم كحقنة بعد الولادة مباشرة.
مصادر فيتامين K الغذائية
🔹 فيتامين K1:
- السبانخ
- البروكلي
- الخس
- الكرنب
- زيت الكانولا وزيت فول الصويا
🔹 فيتامين K2:
- الكبدة
- الجبن
- صفار البيض
- السبانخ
- البروكلي
- الخس
- الكرنب
الجرعة اليومية الموصى بها
تختلف الجرعة حسب العمر و الجنس لكنها بشكل عام:
- للرجال: حوالي 120 ميكروغرام يوميًا
- للنساء: حوالي 90 ميكروغرام يوميًا
يتم الحصول عليها بسهولة من نظام غذائي متوازن.
هل نحتاج إلى مكملات فيتامين K؟
معظم الناس يحصلون على كفايتهم من هذا الفيتامين من الطعام و لكن في بعض الحالات مثل:
- أمراض الجهاز الهضمي التي تؤثر على الامتصاص
- استخدام مضادات حيوية لفترة طويلة
- أمراض الكبد
- اتباع نظام غذائي قاسي و غير متنوع
قد تكون المكملات ضرورية .
محاذير وتوصيات
- الحذر من الاستخدام الزائد للمكملات لأن الجرعات العالية قد تسبب مشاكل خاصة مع أدوية مميعات الدم.
- الأفضل الحصول على الفيتامين من المصادر الطبيعية.
- الأفضل عدم استخدام مكملات فيتامين K أثناء الحمل أو الرضاعة دون استشارة الطبيب.
الخلاصة
فيتامين K ليس مجرد فيتامين يساعد على التجلط بل هو عنصر أساسي في دعم صحة العظام و القلب و أيضا البشرة. الحصول عليه من الطعام الطبيعي يكفي أغلب الأشخاص لكن في بعض الحالات قد يحتاج الشخص إلى مكملات.
احرص على نظام غذائي متنوع يتضمن الخضروات الورقية و منتجات الألبان و كذلك الأطعمة المخمرة لتحافظ على مستويات جيدة من هذا الفيتامين الضروري.
