ملح الطعام و ضغط الدم علاقة معقّدة تستحق الانتباه
يُعتبر ملح الطعام من أساسيات المطبخ في كل منزل إذ لا تكتمل نكهة الأطعمة بدونه. لكن خلف هذا المكوّن البسيط تكمن علاقة وثيقة بصحة القلب و الأوعية الدموية خاصة ضغط الدم.
في هذا المقال سنشرح لكِ بأسلوب مبسط العلاقة بين ملح الطعام و ضغط الدم و ما هي الكمية الصحية التي يمكن تناولها، مع نصائح عملية للحفاظ على توازن سليم بين الطعم والصحة.
ما هو ملح الطعام؟
ملح الطعام (Sodium Chloride) هو مركب كيميائي يتكوّن من عنصرين الصوديوم و الكلوريد. الصوديوم هو العنصر الأساسي الذي يؤثر في ضغط الدم و كذلك صحة القلب.
🧂 1 غرام من الملح يحتوي تقريبًا على 400 ملغ من الصوديوم.
دور الصوديوم في الجسم
الصوديوم معدن ضروري للحياة و له وظائف متعددة منها:
- تنظيم توازن السوائل داخل الجسم.
- المساعدة في تقلص العضلات و نقل الإشارات العصبية.
- الحفاظ على ضغط الدم ضمن المعدل الطبيعي و لكن بكميات صحيحة.
كيف يؤثر الصوديوم على ضغط الدم؟
عندما تستهلك كمية زائدة من الصوديوم يحتفظ الجسم بالماء لمحاولة موازنة التركيز داخل الدم هذا يؤدي إلى:
- زيادة حجم الدم داخل الأوعية الدموية.
- مما يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم (Hypertension).
- وبالتالي يرتفع العبء على القلب و الأوعية الدموية.
هذا التأثير يكون تدريجيًا و لكنه تراكمي و يُعد من الأسباب الرئيسية لأمراض القلب و السكتات الدماغية و الفشل الكلوي على المدى الطويل.
ما هي الكمية الموصى بها من الصوديوم يوميًا؟
وفقًا لمنظمة الصحة العالمية (WHO) و جمعية القلب الأمريكية (AHA):
- الحد الأقصى الموصى به: 2000 ملغ من الصوديوم يوميًا.
- أي ما يعادل تقريبًا 5 غرام من ملح الطعام (ملعقة صغيرة تقريبًا).
- ومع ذلك تشير الإحصائيات إلى أن معظم الناس يستهلكون ضعف هذه الكمية يوميًا دون أن يشعروا!
مصادر الصوديوم في نظامنا الغذائي
💡 المفاجأة: أكثر من 70٪ من استهلاكنا للصوديوم لا يأتي من ملح المائدة الذي نضيفه للطعام بل من:
- الأطعمة الجاهزة و المعلّبة.
- اللحوم المصنّعة (مثل النقانق و اللانشون).
- رقائق البطاطس و الوجبات السريعة.
- الخبز الأبيض و الصلصات المعلّبة.
- الجبن المصنع.
من هم الأكثر تأثراً بزيادة الصوديوم؟
- مرضى ضغط الدم المرتفع.
- المصابون بأمراض القلب أو الكلى.
- كبار السن.
- مرضى السكري.
- النساء الحوامل المعرضات لتسمم الحمل.
كما يجب الحذر عند إعطاء الأطفال الصغار أطعمة عالية الصوديوم لأن أجسامهم حساسة جدًا.
ماذا يحدث عند تقليل استهلاك الملح؟
تشير الدراسات إلى أن تقليل الصوديوم في النظام الغذائي يمكن أن يؤدي إلى:
- انخفاض ملحوظ في ضغط الدم خلال أسابيع قليلة.
- تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب و السكتات الدماغية.
- تحسين وظائف الكلى خاصةً لمرضى السكري .
- خفض احتباس السوائل في الجسم.
دراسة منشورة في New England Journal of Medicine (2021) أظهرت أن تقليل الصوديوم بـ 1000 ملغ يوميًا يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب بنسبة 20٪.
✨ لنحرص على ضبط استهلاكنا للملح دون حرمان و نجعل غذاءنا مصدرًا للصحة… لا عبئًا على قلوبنا.
هل يجب التوقف عن تناول الملح تمامًا؟
لا! فالجسم بحاجة إلى كمية قليلة ومحددة من الصوديوم يوميًا. الخطورة تكمن في الإفراط، وليس في الاستهلاك المعتدل.
أنواع الملح و الفرق بينهم
- ملح الطعام العادي: يحتوي على الصوديوم و الكلوريد و غالبًا ما يُعزّز باليود (مفيد للغدة الدرقية).
- ملح البحر: طبيعي أكثر لكنه يحتوي على نفس كمية الصوديوم تقريبًا.
- الملح الوردي (الهيمالايا): يحتوي على معادن إضافية ولكن لا يختلف كثيرًا في تأثيره على ضغط الدم.
نصائح عملية لتقليل الملح في النظام الغذائي
- تذوقي الطعام قبل إضافة الملح.
- استخدمي التوابل الطبيعية (كالفلفل أو الثوم أو الليمون) لتعزيز النكهة.
- حضّري الوجبات في المنزل قدر الإمكان.
- اقرئي الملصقات الغذائية واختر المنتجات منخفضة الصوديوم.
- اشربي كمية كافية من الماء لتساعد الجسم في التخلص من الصوديوم الزائد.
- تجنّبي الأطعمة المعلّبة و المصنّعة قدر الإمكان.
الخلاصة
ملح الطعام ليس عدوًا لكنه سيف ذو حدين . الكمية المعتدلة ضرورية للحياة لكن الإفراط في تناوله قد يُدخلنا في دائرة خطيرة من ارتفاع ضغط الدم و مضاعفاته.
