أمراض شائعة

الكوليسترول دليلك المبسط لفهمه و التعامل معه

كلمة “الكوليسترول” كثيرًا ما نسمعها مرتبطة بالمشاكل الصحية خاصة أمراض القلب و الجلطات. لكن الحقيقة أن الكوليسترول ليس عدوًا بالكامل بل هو مادة طبيعية يحتاجها جسمنا للقيام بعدة وظائف مهمة. المشكلة تبدأ فقط عندما ترتفع نسبته بشكل غير طبيعي.

في هذا المقال سنشرح لك ببساطة ما هو الكوليسترول و الفرق بين “الضار” و”النافع” كيف يؤثر على صحتك و كيف يمكن التحكم به بطرق طبيعية و متى تحتاج فعلاً لزيارة الطبيب.


ما هو الكوليسترول؟

هو مادة دهنية (شمعية) طبيعية موجودة في الدم. يقوم الجسم بإنتاجه بشكل أساسي عن طريق الكبد و نحصل على جزء آخر منه من الطعام (مثل اللحوم و منتجات الألبان و الدهون الحيوانية).

وظائف الكوليسترول في الجسم

على الرغم من سمعته السيئة إلا أنه يلعب أدوارًا أساسية منها:

  • 🧱 يدخل في تكوين جدران الخلايا.
  • 🌞 يساعد الجسم في إنتاج فيتامين D عند التعرض للشمس.
  • ⚡ يدخل في تكوين بعض الهرمونات المهمة مثل الكورتيزول و الإستروجين و التستوستيرون.
  • 🧬 ضروري لتكوين العصارة الصفراوية التي تساعد على هضم الدهون.

إذن الكوليسترول ليس شيئًا سيئًا بحد ذاته بل هو مادة حيوية. المشكلة تظهر عند ارتفاع نسبته الضارة في الدم.


الفرق بين الكوليسترول النافع (HDL) و الضار (LDL)

لا يذوب في الدم بمفرده بل ينتقل عبر مركبات بروتينية تُسمى الليبوبروتينات. و هنا يظهر الفرق:

1. الكوليسترول الضار (LDL)

  • يسمى “الضار” لأنه إذا زاد عن الحد المطلوب يترسب على جدران الأوعية الدموية.
  • هذا الترسب يشكّل لويحات (Plaques) تؤدي إلى تضييق الشرايين فيما يُعرف بـ “تصلب الشرايين”.
  • النتيجة: ارتفاع خطر الإصابة بـ الجلطات و الذبحة الصدرية و السكتة الدماغية.

2. الكوليسترول النافع (HDL)

  • يسمى “النافع” لأنه يعمل مثل “المكنسة” فينقل الكوليسترول الزائد من الدم و الشرايين إلى الكبد ليتم التخلص منه.
  • ارتفاعه يحمي القلب و الشرايين.

3. الدهون الثلاثية (Triglycerides)

ليست كوليسترول لكنها مهمة أيضًا. ارتفاعها مع LDL يزيد الخطر على صحة القلب.


ماذا يحدث عند ارتفاع الكوليسترول الضار؟

عندما تزيد نسبة الكوليسترول الضار (LDL) على حساب النافع (HDL) يبدأ بالتراكم في جدران الشرايين و مع الوقت:

  • تصبح الشرايين أضيق وأقل مرونة.
  • يقل تدفق الدم إلى القلب أو الدماغ.
  • يمكن أن تنفجر الترسبات وتكوّن جلطة مفاجئة.

المخاطر الصحية المرتبطة بارتفاعه

  • أمراض الشرايين التاجية (ذبحة و جلطات قلبية).
  • السكتات الدماغية.
  • ارتفاع ضغط الدم.
  • مشاكل في الدورة الدموية بالأطراف (مثل انسداد شرايين الساقين).

كيف نقلل الكوليسترول بشكل طبيعي؟

الخبر السار أن أسلوب الحياة يلعب دورًا كبيرًا في التحكم بالكوليسترول. فيما يلي طرق مثبتة علميًا:

1. الغذاء الصحي

  • قلل الدهون المشبعة: مثل السمن و الزبدة و اللحوم الدسمة و المقليات.
  • تجنب الدهون المتحولة (Trans fats): موجودة في الأطعمة السريعة و المخبوزات الجاهزة و الزيوت المهدرجة.
  • أكثر من الأطعمة الغنية بالألياف: مثل الشوفان و البقوليات و الفواكه و الخضروات. ذلك لأن الألياف تساعد على تقليل امتصاص الكوليسترول.
  • أضف أطعمة تحسن الكوليسترول النافع: مثل المكسرات و زيت الزيتون و الأفوكادو و أيضا الأسماك الدهنية (سلمون و سردين و ماكريل).

2. ممارسة الرياضة

  • النشاط البدني (30 دقيقة يوميًا) يرفع الكوليسترول النافع HDL و يقلل الدهون الثلاثية.
  • أمثلة: المشي السريع و ركوب الدراجة و السباحة.

3. الإقلاع عن التدخين

التدخين يخفض الكوليسترول النافع HDL و يرفع خطر أمراض القلب.

4. الحفاظ على وزن صحي

زيادة الوزن ترتبط بارتفاع الكوليسترول الضار و الدهون الثلاثية.

5. تقليل الكحول

الإفراط في شرب الكحول يرفع الدهون الثلاثية و يؤثر سلبًا على الكبد.

💡 نصيحة ذهبية: اعتبر طعامك أسلوب علاج و حافظ على أسلوب حياة صحي لكن لا تتردد في مراجعة الطبيب إذا لزم الأمر.


متى يجب مراجعة الطبيب؟

رغم أهمية الطرق الطبيعية إلا أن بعض الحالات تحتاج متابعة طبية:

  • إذا كان لديك تاريخ عائلي لارتفاع الكوليسترول أو أمراض القلب المبكرة.
  • إذا أظهرت فحوصات الدم أن الكوليسترول الكلي أو LDL مرتفع بشكل كبير.
  • إذا لم تنجح التغييرات في نمط الحياة خلال 3 – 6 أشهر.
  • إذا كنت مصابًا بمرض السكري أو ارتفاع ضغط الدم أو أمراض القلب.

في هذه الحالات قد يصف الطبيب أدوية للتحكم في الكوليسترول.


الخلاصة

الكوليسترول ليس عدوًا بل عنصر حيوي للجسم. المشكلة تبدأ عندما يرتفع “الضار” LDL وينخفض “النافع” HDL. لكن بالاهتمام بالغذاء و الرياضة و الإقلاع عن التدخين يمكننا السيطرة عليه و تقليل مخاطر أمراض القلب. تذكّر أن الفحص الدوري عند الطبيب يساعدك على الاكتشاف المبكر و الحماية من المضاعفات.

زر الذهاب إلى الأعلى